الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية أحمد إبراهيم (الأمين العام للمسار الديمقراطي الاجتماعي): على الدولة أن تقلّص من نفقاتها عوض البحث عن الموارد من جيب المواطن

نشر في  21 ماي 2014  (11:46)

 اعتبر أحمد إبراهيم الأمين العام لحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي أنه لا يمكن وصف ما قامت به حكومة مهدي جمعة بالإنجازات وأنه أمام هذه الحكومة عديد التحديات لعل أهمها تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة، كما تحدث في حوار أجريناه معه عن مواقفه من العديد من المسائل والقضايا الحارقة تقرؤونها في الحوار التالي..

كيف تقيم مائة يوم عمل من حكومة مهدي جمعة؟
اختار السيد جمعة أن يوزع كتابا ضمّنه عديد الإنجازات، والحقيقة اننا واعون منذ البداية أن حكومة جمعة لم تأت نتيجة وضع اقتصادي واجتماعي مريح بل العكس هو الصحيح،لأنها تأتي بعد فشل حكومات الترويكا المتعاقبة والتي للأسف خلفت ورائها تركة ثقيلة من المشاكل والصعوبات التي لا أعتقد أن سي مهدي جمعة بعصا سحرية سيحوّلها إلى إنجازات  في مائة يوم.
إذن حكومات الترويكا فشلت في تحقيق أهداف الثورة ؟
في الحقيقة نحن في المسار اقترحنا منذ البداية ومباشرة بعد انتخابات23 أكتوبر أن نقوم بتشكيل حكومة كفاءات وأن يقتصر عمل المجلس الوطني التأسيسي على كتابة الدستور و ألاّ تتجاوز المدة كحد أقصى السنة ونصف، وهذا تعهد التزمت به تقريبا كل الأطراف باستثناء حزب المؤتمر. لكن ما راعنا إلا وأحزاب الترويكا تتمسك بالحكم وتشكل حكومة في مائة يوم، هذا دون اعتبار الأخطاء الجسيمة التي أوقعت فيها نفسها والتي أدّت إلى ما نحن فيه الآن، فمرت سنتان وأكثر لنعود تقريبا إلى نقطة الصفر.نعم حكومات الترويكا فشلت فشلا ذريعا ونحن متفائلون بأن نتمكن على الأقل عبر حكومة الكفاءات بالخروج من هذه الأزمات والتحديات خاصة مسألة الإرهاب والعجز المالي وتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة.
لكن حكومة مهدي جمعة لا تملك كامل صلاحياتها مثلما يتصور البعض فهناك مجلس تأسيسي يراقبها؟
بالطبع من المعوقات بل ومن المفارقات أن تظل هذه الحكومة تحت رقابة مجلس تأسيسي أغلبيته هم من شاركوا في حكومات الترويكا والدليل ما حدث منذ أيام من لائحة اللوم التي رفعها منذ ايام مجمموعة من النواب ضد كاتب الدولة المكلف بالأمن ووزيرة السياحة على خلفية السماح لبعض اليهود بالدخول إلى تونس بجوازات سفر إسرائيلية.وهذا في نظري كان مضيعة للوقت ومزايدات سياسية ليس إلا .
يهدد الاتحاد التونسي للشغل بعدم المشاركة في المؤتمر الوطني للاقتصاد ما تعليقك؟
بصراحة أنا ضد سياسة المقاعد الفارغة لكننا في نفس الوقت نحذّر من تناول مسألة التخلي عن دعم بعض المواد الأساسية في الميزانية القادمة لأننا نعتقد أن المواطن التونسي ضعفت مقدرته الشرائية، ولا يمكن بحال من الأحوال إثقال كاهله بمزيد من النفقات أو الزيادات التي تهدد جيبه.وما نطالب به هو التقليص من نفقات الدولة عوض البحث عن الموارد من جيب المواطن.
ارتفعت عديد الأصوات لحل المجلس الوطني التأسيسي،  كيف تعلق على أدائه وما موقفك من مسألة حله؟
من المفروض أن المجلس الوطني التأسيسي أتم إنجاز الدستور منذ أكثر من سنة ونصف لكن التجاذبات السياسية والاغتيالات وأخطاء حكومات الترويكا مططت أيام عمله، وأعتقد أنه آن الأوان ليس لحل المجلس بل لتحديد دوره وأن يعلن النواب أنهم يعملون بصفة تطوعية وانا كنت قد أقترحت أن يتطـوع النـــواب بـ30 ٪ من جراية شهر أفريل ويواصلون عملهم بعد ذلك بصفة تطوعية بل اقترحت أن يتقاضوا منحة حضور عن كل جلسة عمل يحضرونها لكن بان بالكاشف أن لا شيء تغير فنوابنا يعملون على شاكلة مجالس بن علي وبنفس القوانين والامتيازات.في حين كنت أعتقد أن النواب سيكونون أول من يعطي المثل في سياسة التقشف ومراعاة الوضع الاقتصادي للبلاد.
لكن النائب الطاهر هميلة اتهمك بالشعبوية وبأن تنازلك عن جرايتك كنائب كان بسبب أن ما تتقاضاه من تقاعدك هو أرفع بكثير؟
هذا الأمر غير صحيح بالمرة بل بالعكس ما أتقاضاه من جرايتي هو أقل بكثير من جرايتي كنائب، لقد تم فصلي  من التعليم العالي بسبب مواقفي السياسية في عهد بن علي  ورغم أنني كنت وزيرا للتعليم العالي فإنني لم أقم بتصحيح وضعي واستعادة حقوقي لذلك أقول لهميلة وغيره كفاكم مغالطات.
بصراحة ما موقفك من التطبيع مع الكيان الصهيوني وتعليقك عما حدث في جلسة مسائلة امال كربول ورضا صفر؟
أعتقد أن الطرح كان خاطئا وأن بعض الأحزاب السياسية تريد استغلال قضية التطبيع للدعاية الحزبية ليس إلا فالزاوية الصحيحة هي كيف نعزل الصهيونية؟ وليس بالشتائم والتخوين سنخدم القضية الفلسطينية،علينا دعم الأسرى الفلسطينين واعتماد سياسة المقاطعة للبضائع الإسرائيلية والوقوف مع فلسطينيي الخط الأخضر، فهؤلاء مثلا يحملون جوازات سفر إسرائيلية فهل نمنعهم من دخول تونس إن أرادوا ذلك؟ لماذا لا نطالب بالسماح لـ 50 ألف تونسي مثلا بالحج إلى بيت المقدس مثلا مقابل السماح للسواح الإسرائيلين بزيارة الغريبة؟بصراحة أصبحت قضية التطبيع تغلب عليها الحسابات السياسية في غياب تام لسياسة ذكية لمقاومة التطبيع .
هل حققت حكومات الترويكا جزءا من أهداف الثورة؟
طبعا لم تحقق شيئا من أهداف الثورة وضاعت أكثر من ثلاث سنوات في التجاذبات السياسية وتكررت الأخطاء التي أعادت البلاد إلى الخلف.
ما تعليقك على ما يروج من تقارب بين نداء تونس وحزب حركة النهضة؟
كنا نعتقد أن جبهة الإنقاذ ستجمع القوى الديمقراطية والحداثية في وجه المحافظين وقوى الردة لكن انفرط العقد لحسابات سياسوية ضيقة من شأنها أن تشتت أصوات الناخبين من جديد وتفرض علينا خارطة سياسية غير بعيدة عما حدث في انتخابات 23أكتوبر، ومن المؤلم أن نشاهد كيف تحقّق أوروبا وحدة غير مسبوقة بين دولها في حين نعجز نحن أبناء البلد الواحد عن تحقيق تحالف ووحدة سياسية .لأنه من المفروض الآن أن تتظافر كل الجهود من أجل جبهة سياسية متماسكة وقوية وأن تتحالف كل القوى الديمقراطية لحماية البلاد من مخاطر التقهقر إلى الوراء.
ما موقفك من قانون 52 الخاص بعقوبة استهلاك المخدرات؟
نحن ضد هذا القانون الجائر الذي لا نعتقد أنه سيحد أو حد من استهلاك المواد المخدرة في بلادنا والحل برأينا ليس في تشديد العقوبة بل في البحث عن حلول بديلة، فهذا القانون سن في عهد بن علي الذي كانت الغاية منه هو قمع الشباب والزج به في السجون, وفي المقابل نحن مع تشديد العقوبة على كل من يروج مثل هذه السموم التي تفتك بجزء كبير من شبابنا. وعليه فإنه لا بد من مراجعة هذا القانون.
هل أنت مع استقالة المنصف المرزوقي من رئاسة الجمهورية باعتباره أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية؟
كان على المرزوقي أن يرحل مع حكومة الترويكا ويحفظ ماء وجهه لأن أخطائه تعددت وتكاثرت وأيضا من جانب أخلاقي باعتباره سيرشح نفسه للرئاسيات.

حاوره: عبد اللطيف العبيدي